Encyclopedia of Muhammad

أم المؤمنين عائشة بنت أبي بكر رضي اللّٰه عنها

Published on: 12-Aug-2025

أم المؤمنين عائشة بنت أبي بكر رضي اللّٰه عنها

الاسم:عائشة بنت أبي بكر (رضى اللّٰه عنها)الولادة:613 میلادىمكان المیلاد:مکة مکرمةالوفاة:17 رمضان المبارك سنة 678 ميلادية (58 هـ)عمرها:تَقريبًا 65 سنةالأب:الخليفة الأول أبو بكر الصديق رضي اللّٰه عنهالأم:ام رومان رضی اللّٰه عنھاالزوج:خاتم النبیین حضرت محمد ﷺالألقاب:ام المؤمنین; الصدیقة; حبیبةالقبیلة:قریش (بنو تمیم)مكان الدفن:البقیعمیزاتها:• زوجة النبي ﷺ الوحيدة غير المتزوجة من قبل• رَوَت عائشة رضي اللّٰه عنها ألفين ومئتين وعشر أحاديث شريفة، مما جعلها من أعظم المصادر التي اعتمد عليها المسلمون في نقل وحفظ العلم الإسلامي.
LanguagesEnglishاردوEspanolDanish

أم المؤمنين عائشة بنت أبي بكر الصديق رضي اللّٰه عنهما هي أول زوجة تزوجها النبي صلى اللّٰه عليه وسلم وهي بكر، ولم يتزوج بكرا غيرها. 1 لقد كان مولدها في الجاهلية قبل البعثة. 2 لقبت بعدة ألقاب حسنة، أشهرها الصديقة بنت الصديق، وكانت هي حبيبة حبيب اللّٰه، عالمة فقيهة. 3 كناها النبي صلى اللّٰه عليه وسلم أم عبد اللّٰه، ولم يكن لها ولد قط. 4 وكانت أفضل أزواج النبي صلى اللّٰه عليه وسلم بعد خديجة الكبرى رضي اللّٰه عنها، وأحبهن إليه صلى اللّٰه عليه وسلم. 5

نسبها

هي عائشة ابنة أبي بكر بن أبي قحافة بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة بن كعب بن لؤي 6 وأمها أم رومان بنت عمير، من بني كنانة. 7 وأم رومان هي بنت عامر بن عويمر بن عبد شمس بن عتاب بن أذينة بن سبيع بن دهمان بن الحارث بن غنم بن مالك بن كنانة الكنانية. 8

خطبتها بالنبي صلى اللّٰه عليه وسلم

روي أن خديجة رضي اللّٰه عنها لما توفيت، جاءت خولة بنت حكيم امرأة عثمان بن مظعون رضي اللّٰه عنه إلى رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه وسلم، وقالت: يا رسول اللّٰه ألا تزوج؟ قال: (( من؟ )) قالت: إن شئت بكرا، وإن شئت ثيبا؟ قال: (( فمن البكر؟ )) قالت: ابنة أحب خلق اللّٰه عز وجل إليك عائشة بنت أبي بكر. قال: (( ومن الثيب؟ )) قالت: سودة بنت زمعة، آمنت بك، واتبعتك على ما تقول. قال: (( فاذهبي فاذكريهما علي )). فدخلت بيت أبي بكر، فقالت: يا أم رومان، ماذا أدخل اللّٰه عز وجل عليكم من الخير والبركة؟ قالت: وما ذاك؟ قالت: أرسلني رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه وسلم أخطب عليه عائشة. قالت: انتظري أبا بكر حتى يأتي، فجاء أبو بكر، فقالت: يا أبا بكر، ماذا أدخل اللّٰه عز وجل عليكم من الخير والبركة؟ قال: وما ذاك؟ قالت: أرسلني رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه وسلم أخطب عليه عائشة. قال: وهل تصلح له؟ إنما هي ابنة أخيه، فرجعت إلى رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه وسلم فذكرت ذلك له. قال: (( ارجعي إليه، فقولي له: أنا أخوك، وأنت أخي في الإسلام، وابنتك تصلح لي )). فرجعت فذكرت ذلك له. قال: انتظري وخرج، قالت أم رومان: إن مطعم بن عدي قد كان ذكرها على ابنه، فواللّٰه ما وعد وعدا قط، فأخلفه لأبي بكر، فدخل أبو بكر على مطعم بن عدي وعنده امرأته أم الفتى، فقالت يا ابن أبي قحافة، لعلك مصبئ صاحبنا مدخله في دينك الذي أنت عليه، إن تزوج إليك، قال أبو بكر للمطعم بن عدي: أقول هذه تقول، قال: إنها تقول ذلك، فخرج من عنده، وقد أذهب اللّٰه عز وجل ما كان في نفسه من عدته التي وعده فرجع. فقال لخولة: ادعي لي رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه وسلم، فدعته، فزوجها إياه صلى اللّٰه عليه وسلم. 9

سبب نكاحه صلى اللّٰه عليه وسلم بها

من جملة الأسباب التي تسببت لعقد زواجه صلى اللّٰه عليه وسلم بعائشة أنه رأى منامات تشير إلى تحقق هذا الزواج المبارك في الأيام المستقبلية، فكان جبرئيل عليه السلام بعد وفاة خديجة رضي اللّٰه عنها قد عرض عليه صلى اللّٰه عليه وسلم صورة عائشة في سرقة حرير في المنام. 10 وقد روي عن عائشة رضي اللّٰه عنها أن رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه وسلم قال: (( ‌أريتك ‌في ‌المنام ‌مرتين، أرى أن رجلا يحملك في سرقة حرير فيقول: هذه امرأتك فأكشف فأراك فأقول: إن كان هذا من عند اللّٰه يمضه )). 11 وفي رواية قالت: ما تزوجني النبي صلى اللّٰه عليه وسلم حتى أتاه جبريل عليه السلام بصورتي، وقال: هذه زوجتك. 12 بناء على ذلك، لما جاءت خولة وعرضت على النبي صلى اللّٰه عليه وسلم عائشة للخطبة، فوافق على ذلك دون تأخر وتمهل. ومن ناحية أخرى، إن مشركي مكة الذين لا تفوتهم فرصة للطعن والقدح في النبي صلى اللّٰه عليه وسلم، لم يجترئ أحد منهم على هذه الخطبة بسوء، بل قبلوها كعادة العرب السائدة عندهم.

سنها عند النكاح

يروى أن النبي صلى اللّٰه عليه وسلم تزوج بعائشة وهي يومئذ ابنة ست سنين، وبنى بها وهي ابنة تسع سنين. 13 وفي هذا الصدد، إن المصادر الأساسية التي يعتمد عليها أهل السير والتاريخ، وكذا المستشرقون والمحدثون وعلماء الإسلام في استنباط عمر عائشة رضي اللّٰه عنها وقت النكاح، هي روايات حديثية يصل عددها إلى عشر روايات تقريبا، أخرجها الإمامان البخاري ومسلم في صحيحيهما وكذا أبو داؤد في سننه، كما أوردها غيرهم من أهل السير والتاريخ في كتبهم إلا أن هذه الكتب الحديثية الثلاثة كمراجع أساسية بالنسبة لمن تأخر منهم في إخراج هذه الروايات، ولكن لا بد من دراسة وتحليل الحجج والبراهين في هذا الباب، وكذا المرويات المخرجة في الكتب الحديثية تخريجا ونقدا، وكذا دراسة الأوضاع والأحوال الواقعية في ذلك الزمن؛ ليتضح الأمر المختلف فيه.

تخريج الروايات

لقد أخرج الإمام البخاري في صحيحه خمس روايات، تصرح على عمر عائشة رضي اللّٰه عنها. 1415161718 وأورد الإمام مسلم أربع روايات في صحيحه. 19202122 بينما الإمام أبو داؤد أخرج رواية واحدة. 23 ومجموعها عشر روايات في الظاهر، إلا أن كلها مروية عن رواة ثلاثة، فخمس روايات في كتاب البخاري وروايتان في كتاب مسلم ورواية في سنن أبي داؤد، وهي ثمانية طرق، كلها مروية عن هشام عن عروة عن عائشة رضي اللّٰه عنها. وبقيت روايتان في كتاب مسلم، أحدهما مروية بطريق عن الزهري عن عروة عن عائشة رضي اللّٰه عنها، والآخر بطريق عن إبراهيم عن أسود عن عائشة رضي اللّٰه عنها. فمدار الطرق كلها على ثلاثة رواة، هشام والزهري عن عروة، وإبراهيم عن أسود، ثم كلاهما أي عروة وأسود عن عائشة رضي اللّٰه عنها.

نقد الروايات صحة وضعفا

قد سبق أن عدد الروايات الواردة في هذا الباب هي عشر روايات، ثمانية منها يرويها هشام، فهشام هو ابن عروة بن الزبير بن العوام الأسدي، كنيته أبو المنذر، وقد قيل: أبو بكر، عداده في أهل المدينة، يروي عن ابن الزبير، ورأى جابر بن عبد اللّٰه وابن عمر رضي اللّٰه عنهم، مات بعد الهزيمة، وكانت الهزيمة سنة خمس أو ست وأربعين ومائة، وكان مولده سنة ستين أو إحدى وستين، وقد قيل: إنه مات سنة أربع وأربعين ومائة، وكان حافظا متقنا ورعا فاضلا. 24 وكان تابعيا، من أئمة الحديث، من علماء المدينة، ولد وعاش فيها. 25 قال ابن سعد: كان ثقة، ثبتا، كثير الحديث، حجة. وقال أبو حاتم: ثقة، إمام في الحديث. 26 وقال يعقوب بن شيبة: هشام ثبت، لم ينكر عليه إلا بعد ما صار إلى العراق، فإنه انبسط في الرواية، وأرسل عن أبيه أشياء مما كان قد سمعه من غير أبيه، عن أبيه. وقال عبد الرحمن بن خراش: بلغني أن مالكا نقم على هشام بن عروة حديثه لأهل العراق، وكان لا يرضاه، ثم قال: قدم الكوفة ثلاث مرات قدمة كان يقول فيها: حدثني أبي قال: سمعت عائشة، والثانية فكان يقول: أخبرني أبي، عن عائشة، وقدم الثالثة فكان يقول: أبي عن عائشة يعني يرسل عن أبيه. 27

ثم لهشام نفسه كان موقف في تحمل الأحاديث عن أهل العراق، يقول: إذا حدثك العراقي بألف حديث، فألق تسعمائة وتسعين، وكن من الباقي في شك. 28 ومن العجيب أن كل من روى عن هشام هذه الأحاديث هو عراقي، لم يرو عنه رجل مكي ولا مدني، ولا شامي ولا مصري، بل كلهم من أهل العراق. 29 وذلك يلبس الأمر ويشكله، لأنه كيف يمكن أن تكون الرواية التي تحدثت فيها عائشة رضي اللّٰه عنها عن أمور هامة مثل خطبة نكاحها، وعقده، وعمرها، تروى عن أهل العراق بدلا من أهل مكة والمدينة؟

وبناء على ذلك، عده الحافظ ابن حجر من المدلسين في الأحاديث، يقول: من المدلسين هشام بن عروة، تابعي صغير مشهور، ذكره بذلك أبو الحسن القطان وأنكره الذهبي وابن القطان؛ فإن الحكاية المشهورة عنه أنه قدم العراق ثلاث مرات، ففي الأولى حدث عن أبيه فصرح بسماعه، وفي الثانية حدث بالكثير، فلم يصرح بالقصة. وهي تقتضي أنه حدث عنه بما لم يسمعه منه، وهذا هو التدليس. 30 ولذلك يقول الحافظ في التقريب: هشام بن عروة ثقة فقيه، ربما دلس. 31 وقد كذبه الإمام مالك بن أنس فقال: هشام بن عروة كذاب. 32

وذهب بعض أهل العلم إلى أنه قد تناقص حفظه في آخر عمره. قال الذهبي: هشام بن عروة حجة إمام، لكن في الكبر تناقص حفظه، ولم يختلط أبدا، ولا عبرة بما قاله أبو الحسن بن القطان من أنه هو وسهيل بن أبي صالح اختلطا، وتغيرا. نعم، الرجل تغير قليلا ولم يبق حفظه كهو في حال الشبيبة، فنسي بعض محفوظه أو وهم، فكان ماذا! أهو معصوم من النسيان!. 33

فهذه الأقوال تشير إلى وقوع التدليس في هذه الأحاديث؛ لتناقص حفظه في آخر حياته، كما روى عنه أهل العراق فحدثوا مروياته، وذلك يخالف موقفه ووجهة نظره تجاههم، فهذه حقيقة تاريخية أن الروايات الثمانية التي رواها هشام، وأخرجها البخاري ومسلم وأبو داؤد عنه في كتبهم، أنها لا تصلح للاعتبار والقبول.

أما الروايتان الأخريان فأحدهما أخرجها مسلم في صحيحه، وسندها "‌عبد بن حميد، أخبرنا ‌عبد الرزاق، ‌أخبرنا ‌‌معمر، ‌عن ‌‌الزهري، ‌عن ‌‌عروة، عن ‌عائشة رضي اللّٰه عنها "، بل هي في الحقيقة الطريق الثانية للحديث المروي عن أم المؤمنين عائشة رضي اللّٰه عنها في سن زواجها من النبي صلى اللّٰه عليه وسلم، وهي من القوة بمكان، فقد رواها جماعة من الرواة الثقات، إلا أنه يشكل عليها عنعنة الإمام الزهري، وهو من رجال الطبقة الثالثة ممن أكثروا من التدليس في الأحاديث، فلم يحتج الأئمة بحديثه، إلا ما صرح فيه بالسماع، ومنهم من رد حديثه مطلقا، ومنهم من قبلهم. 34 وقد وصفه الشافعي والدارقطني وغير وحد بالتدليس. 35 وفي هذا السند عبد الرزاق، الذي اختلفت فيه آراء أهل علماء الرجال، فمنهم من وثقه، ومنهم من كذبه، يقول العباس بن عبد العظيم وهو ارتحل إليه ليسمع من الحديث، فلما رجع من عنده قال لأصحابه: واللّٰه الذي لا إله إلا هو، إن عبد الرزاق كذاب. 36 فلثبوت تدليس الزهري في الروايات ولعدم ثقاهة عبد الرزاق لم تبق الرواية صالحة للاعتبار والاحتجاج بها.

والرواية الأخيرة التي أخرجها مسلم أيضا قال: حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن إبراهيم عن الأسود عن عائشة رضي اللّٰه عنها قالت: تزوجها رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه وسلم وهي بنت ست، وبنى بها وهي بنت تسع، ومات عنها وهي بنت ثمان عشرة. 37 وفي سندها أبو معاوية، قال فيه ابن حبان: كان حافظا متقنا ولكنه كان مرجئا 38. 39 وقال أبو داؤد: كان رئيس المرجئة بالكوفة. 40 وقال يعقوب بن شيبة: ثقة، ربما دلس، كان يرى الإرجاء. 41 وقال ابن سعد: كان ثقة، كثير الحديث، يدلس، وكان مرجئا. 42

يتبين من هذا أن أبا معاوية لم يكن صحيح العقيدة، بل كان مرجئا، وله أحاديث منقطعة، فلم تبق رواياته قابلة للاعتبار والقبول، وبناء على ذلك، أصبحت الطرق الثلاثة لأحاديث عائشة رضي اللّٰه عنها ضعيفة، لا يحتج بها وفق القواعد الحديثية التي ضبطها أهل الحديث. ولكن لا معنى ذلك أن كل الروايات أو أكثرها المخرجة في الكتب الحديثية هي ضعيفة لا يعتبر بها، كلا وحاشا. بل بحثنا السابق يؤمئ إلى أن أئمة الحديث البخاري ومسلم وأبا داؤد مع كل الثقاهة والصدق كانوا بشرا، وبالرغم من كل جهودهم العلمية والنقدية التي بذلوها في جمع وضبط الأحاديث في كتبهم، ربما أوردوا فيها روايات ضعيفة، وتوجيه ذلك لعلهم سلكوا في جمع الأحاديث في كتبهم مسلك شيخ الإمام البخاري في ذلك، كما نقل البيهقي عن عبد الرحمن بن مهدي أنه كان يقول: إذا روينا عن النبي صلى اللّٰه عليه وسلم في الحلال والحرام والأحكام، تشددنا في الأسانيد، وانتقدنا الرجال، وإذا روينا في فضائل الأعمال والثواب والعقاب، تساهلنا في الأسانيد، وتسامحنا في الرجال. 43

وكان عبد الرحمن بن مهدي شيخا للإمام البخاري، وله خبرة تامة وقدم راسخة في علم الجرح والتعديل، ونقد الرواة والروايات، وبصفته إماما في هذا المجال يقول: لقد تساهلنا في أحاديث الفضائل وتشددنا في أحاديث الأحكام. ولعل ذلك هو السبب للتساهل في المرويات عن عائشة رضي اللّٰه عنها في سن زواجها بالنبي صلى اللّٰه عليه وسلم، ولم يتشددوا في أخذها عن الرواة وضبطها في كتبهم؛ لأنها لا علاقة لها بالأحكام، ولعل الإمام البخاري ومسلم وغيرهما حذوا حذو عبد الرحمن بن مهدي في التساهل في أحاديث الفضائل والتشدد في أحاديث الحلال والحرام، فأخرجوها في كتبهم الحديثية.

سنها عند النكاح في ضوء شواهد تاريخية

لا تحدد الأخبار التاريخية سنة ولادة عائشة رضي اللّٰه عنها تحديدا معينا، ولكن مروايات عائشة رضي اللّٰه عنها تشير إلى أنها كانت بنت ست سنوات عند عقد نكاحها وبنت تسع سنوات عند زفافها، ونظرا إليها يثبت أنها ولدت بعد البعثة بخمس سنوات، إلا أن هذه المرويات ضعيفة كما تقدمت، ويمكننا أن نعرف سنها الصحيح بما ذكره ابن إسحاق وهو من أهل السير، عاش قبل الإمام البخاري بقرن تقريبا، يقول: ‌ثم ‌أسلم ‌ناس ‌من ‌قبائل ‌العرب منهم: سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل، أخو بني عدي بن كعب، وامرأته فاطمة بنت الخطاب بن نفيل بن عبد العزى، أخت عمر بن الخطاب، وأسماء بنت أبي بكر، وعائشة بنت أبي بكر وهي صغيرة. 44

ومن المعلوم أنهم من أوائل المسلمين، آمنوا في بداية أمر الإسلام، كما تدل هذه الرواية على أن أسماء وعائشة بنتي أبي بكر أسلمتا بعد قبول فاطمة بنت الخطاب الإسلام مباشرة، وذلك في السنة الثالثة النبوية. ويثبت منها أن عائشة رضي اللّٰه عنها أسلمت وهي بنت صغيرة، يقرب سنها من ست سنوات تقريبا، ولذلك أنها آمنت في وعي لا بلا وعي، ووفقا لهذه الرواية أن سنها عند نكاحها ثلاثة عشر أو أربعة عشرة سنة تقريبا؛ لأن وقوع عقد نكاحها كان في السنة العاشرة من البعثة، تقول عائشة رضي اللّٰه عنها: تزوجني رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه وسلم في شوال سنة عشر من النبوة قبل الهجرة لثلاث سنين. 45 وأما سنها عند زفافها فكان ستة أو سبعة عشر سنة؛ لأن زفافها كان في السنة الأولى من الهجرة، تقول هي بنفسها: وأعرس بي في شوال على رأس ثمانية أشهر من المهاجر. 46

تحديد ومقارنة سنها بسن أسماء بنت أبي بكر

من المعلوم والثابت أن أسماء كانت أسن من عائشة بعشر سنين، كما ذكره المؤرخون، يقول ابن كثير: كانت أسماء أكبر من أختها عائشة بعشر سنين، وقد ماتت سنة ثلاث وسبعين، وقد بلغت من العمر مائة سنة. 47 وهذا ما ذكره ابن عبد البر في الاستيعاب، 48 وابن الأثير في أسد الغابة. 49 وذلك أي وفاتها سنة ثلاث وسبعين يدل على أن أسماء كانت عند الهجرة بنت سبع وعشرين سنة، وقد ثبت أن عائشة رضي اللّٰه عنها كانت أصغر منها بعشر سنين، ما يشير إلى أن عائشة كانت عند الهجرة نحو بنت ست أو سبع عشر سنة.

تحليل الروايات في ضوء الحقائق الواقعية

لما ماتت خديجة رضي اللّٰه عنها فجاءت خولة رضي اللّٰه عنها إلى النبي صلى اللّٰه عليه وسلم وأصرت على أن يتزوج بامرأة، ولقد كان النبي صلى اللّٰه عليه وسلم آنذاك بأمس حاجة إلى امرأة تعرف أمورا زوجية وتربوية، لتربي البنات وتراعي شؤون حياته صلى اللّٰه عليه وسلم، فسألها النبي صلى اللّٰه عليه وسلم بمن يتزوج؟ فذكرت عليه بكرا وثيبا، أي عائشة وسودة رضي اللّٰه عنهما، وهذا يعني أن كلا منهما - سواء يتزوج بإحداهما أو بكلتيهما- كانت مؤهلة لأن تعتني بشؤون منزلية وأمور زوجية على أحسن وجه. وفي ذلك دلالة على أن عائشة رضي اللّٰه عنها لو كانت بنت ست لما ذكرت اسمها خولة رضي اللّٰه عنها؛ لأن الفتاة التي بلغت من عمرها إلى ست سنوات لا تصلح لاعتناء ورعاية الشؤون المنزلية والزوجية.

وقد قيل أيضا: إن اسم عائشة رضي اللّٰه عنها خطر ببال خولة رضي اللّٰه عنها عند ذكرها للنبي صلى اللّٰه عليه وسلم؛ لأنه كان قد رآى صورتها في المنام، لكن من الجدير بالذكر أنه صلى اللّٰه عليه وسلم رآى وجهها من خلال الوحي في المنام فحسب، وليس في تلك الرواية ذكر سنها رضي اللّٰه عنها.

سنها عند نزول سورة القمر

وفق ما رواه البخاري أن عائشة رضي اللّٰه عنها كانت بنتا صغيرة تلعب عند ما نزلت سورة القمر، فهو يروي عن يوسف بن ماهك قال: إني عند عائشة أم المؤمنين قالت: لقد أنزل على محمد صلى اللّٰه عليه وسلم بمكة وإني لجارية ألعب: بل الساعة موعدهم والساعة أدهى وأمر. 50 وقد صرح المفسرون على أن سورة القمر قد نزلت قبل الهجرة بنحو خمس سنين. 51 وعائشة رضي اللّٰه عنها كانت عندئذ جارية، والجارية هي الشابة التي قربت بلوغها. 52 وهذا يعني أنها كانت عند نزول سورة القمر بنت ثمانية أو تسعة سنين، ولو سلمنا ذلك لثبت أن سنها عند النكاح كان ثلاث أو أربع عشرة سنة، وعند الزفاف كان سنها ست أو سبع عشرة سنة، ولذلك لا يصح ما يروى أن سنها عند الزفاف كان تسع سنوات.

مولد وُلد أبي بكر بالترتيب

قد ولد لأبي بكر رضي اللّٰه عنه جميع أبنائه وبناته بما فيهم عبد اللّٰه، وأسماء، وعبد الرحمن، وعائشة رضي اللّٰه عنهم قبل البعثة في الجاهلية. يقول الطبري: فكل هؤلاء الأربعة من أولاده، ولدوا من زوجتيه اللتين سميناهما أي قتيلة وأم رومان، في الجاهلية. 53 وما ذكرنا من التفاصيل آنفا هي توافق قول الطبري، وفي ذلك إيماء إلى أنها كانت في السنة الخامسة النبوية بنت ثمانية سنين، وبناء على ذلك، لا بد من التسليم أنها ولدت قبل البعثة بنحو ثلاث سنوات، وسنها في السنة الأولى من الهجرة كان ست أو سبع عشرة سنة.

استخدام كلمة البكر والثيب في العربية

لما ذكرت خولة رضي اللّٰه عنها للنبي صلى اللّٰه عليه وسلم أن يتزوج هو بامرأة، فاستفسرت رغبته في الزواج بالثيب أو بالبكر العذراء، ومن المهم في هذا المقام أن كلمة البكر لا تستخدم في العربية لفتاة صغيرة، بل تطلق عليها الجارية، فاستخدام كلمة البكر لعائشة رضي اللّٰه عنها دليل على أنها كانت بكرا عذارء، بلغت إلى سن البلوغ، فافهم. 54 كما تشير هذه التفاصيل إلى التسامح في الروايات المروية في نكاح وسن عائشة رضي اللّٰه عنها رواية ودراية، فحمل هذه الكلمات والروايات على ظاهرها أمر لايعقل، مع ذلك، إن ثبت بالأدلة الصحيحة أن عائشة رضي اللّٰه عنها كانت بنت تسع سنين عند نكاحها فلا يتسبب ذلك للطعن والقدح في شأن النبوة؛ لأن الفتاة التي هي من عمرها في تسع كانت تبلغ إلى سن البلوغ في الحضارة العربية والحضارات الأخرى. فلا حرج في ذلك.

هجرتها إلى المدينة

لما إذن اللّٰه للنبي صلى اللّٰه عليه وسلم في الهجرة، فخرج من مكة ليلا، وكان من عادة رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه وسلم أن ينام في أوائل الليل بعد صلاة العشاء، ويخرج بعد نصف الليل إلى المسجد الحرام، يصلي فيه قيام الليل، فأمر عليا رضي اللّٰه عنه تلك الليلة أن يضطجع على فراشه، ويتسجي ببرده الحضرمي الأخضر، وأخبره أنه لا يصيبه مكروه. 55 وخلف رسول اللّٰه عليه وسلم أهل وبناته بمكة، وهاجروا بعد هجرته، تقول عائشة رضي اللّٰه عنها: لما هاجر رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه وسلم إلى المدينة خلفنا وخلف بناته. فلما قدم المدينة بعث إلينا زيد بن حارثة وبعث معه أبا رافع مولاه وأعطاهما بعيرين وخمسمائة درهم أخذها رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه وسلم من أبي بكر يشتريان بها ما يحتاجان إليه من الظهر، وبعث أبو بكر معهما عبد اللّٰه بن أريقط الديلي ببعيرين أو ثلاثة، وكتب إلى عبد اللّٰه بن أبي بكر يأمره أن يحمل أهله أمي أم رومان وأنا وأختي أسماء امرأة الزبير، فخرجوا مصطحبين. فلما انتهوا إلى قديد اشترى زيد بن حارثة بتلك الخمسمائة ثلاثة أبعرة، ثم رحلوا من مكة جميعا وصادفوا طلحة بن عبيد اللّٰه يريد الهجرة بآل أبي بكر فخرجنا جميعا وخرج زيد بن حارثة وأبو رافع بفاطمة وأم كلثوم وسودة بنت زمعة، وحمل زيد أم أيمن وأسامة بن زيد، وخرج عبد اللّٰه بن أبي بكر بأم رومان وأختيه، وخرج طلحة بن عبيد اللّٰه واصطحبنا جميعا حتى إذا كنا بالبيض من منى نفر بعيري وأنا في محفة معي فيها أمي، فجعلت أمي تقول: وا بنتاه! وا عروساه! حتى أدرك بعيرنا وقد هبط من لفت فسلم اللّٰه عز وجل. ثم إنا قدمنا المدينة فنزلت مع عيال أبي بكر. ونزل آل رسول اللّٰه، ورسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه وسلم يومئذ يبني المسجد وأبياتا حول المسجد فأنزل فيها أهله، ومكثنا أياما في منزل أبي بكر. ثم قال أبو بكر: يا رسول اللّٰه، ما يمنعك من أن تبني بأهلك؟ قال رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه وسلم: (( الصداق )). فأعطاه أبو بكر الصداق اثنتي عشرة أوقية ونشا، فبعث بها رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه وسلم إلينا. وبنى بي رسول اللّٰه في بيتي هذا الذي أنا فيه، وهو الذي توفي فيه رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه وسلم، وجعل رسول اللّٰه لنفسه بابا في المسجد وجاه باب عائشة. 56

زفافها

لقد انعقد نكاحها بالنبي صلى اللّٰه عليه وسلم قبل الهجرة، لكن زفت إلى النبي صلى اللّٰه عليه وسلم بعد الهجرة، وري عنها تقول: أعرس بي في شوال على رأس ثمانية أشهر من المهاجر. 57 وانعقد حفل زفافها بشكل بسيط للغاية في منزل أبي بكر رضي اللّٰه عنه، كما روي عن عائشة رضي اللّٰه عنها قالت: أتتني أمي أم رومان وإني لفي أرجوحة ومعي صواحب لي، فصرخت بي فأتيتها لا أدري ما تريد بي، فأخذت بيدي حتى أوقفتني على باب الدار، وإني لأنهج حتى سكن بعض نفسي، ثم أخذت شيئًا من ماء فمسحت به وجهي ورأسي، ثم أدخلتني الدار، فإذا نسوة من الأنصار في البيت فقلن: على الخير والبركة وعلى خير طائر، فأسلمتني إليهن فأصلحن من شأني فلم يرعني إلا رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه وسلم ضحى فأسلمتني إليه. 58 وأصدقها أربعمائة درهم. 59

ثم بنى بها النبي صلى اللّٰه عليه وسلم في حجرتها التي بنيت لها، مجاورة بالمسجد النبوي، وكانت هي غرفة صغيرة بسيطة ساذجة للغاية من الداخل، وفيها من الحوائج الضرورية حشية جلدية محشوة بالعشب، وحصير صغير من سعف النخيل، وعلى بابها ستار معلق، مصنوع من أشعار الإبل، فأخذت عائشة رضي اللّٰه عنها تعيش مع النبي صلى اللّٰه عليه وسلم في حجرته الجديدة، عيشا مرضيا، مع كل الطمأنينة والسرور، فعلمها النبي صلى اللّٰه عليه وسلم علوما نبوية، ورباها تربية خاصة حتى أصبحت عالمة فقيهة استفادت من علومها نساء الصحابة، وقد استفاد منها الصحابة رضي اللّٰه عنهم أيضا، وما زالت الأمة مكبة على ما روتها من الأحاديث والروايات من النبي صلى اللّٰه عليه وسلم.

اتهامها وصبرها عليه

كان من دأب النبي صلى اللّٰه عليه وسلم أن ترافقه إحدى زوجاته في أسفاره وغزواته، فكان صلى اللّٰه عليه وسلم إذا أراد سفرا أقرع بين نسائه، ‌فأيتهن ‌خرج ‌سهمها ‌خرج ‌بها ‌معه، فلما كانت غزوة بني المصطلق أقرع بين نسائه، كما كان يصنع، فخرج سهم عائشة رضي اللّٰه عنها عليهن معه، فخرج بها رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه وسلم. 60 تقول عائشة رضي اللّٰه عنها: خرجت مع رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه وسلم بعد ما أنزل الحجاب، فكنت أحمل ‌في ‌هودجي وأنزل فيه، فسرنا حتى إذا فرغ رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه وسلم من غزوته تلك وقفل، ودنونا من المدينة قافلين، آذن ليلة بالرحيل، فقمت حين آذنوا بالرحيل، فمشيت حتى جاوزت الجيش، فلما قضيت شأني أقبلت إلى رحلي، فلمست صدري فإذا عقد لي من جزع ظفار قد انقطع، فرجعت فالتمست عقدي فحبسني ابتغاؤه، قالت: وأقبل الرهط الذين كانوا يرحلون لي، فاحتملوا هودجي فرحلوه على بعيري الذي كنت أركب عليه، وهم يحسبون أني فيه، وكان النساء إذ ذاك خفافا لم يهبلن، ولم يغشهن اللحم، إنما يأكلن العلقة من الطعام، فلم يستنكر القوم خفة الهودج حين رفعوه وحملوه، وكنت جارية حديثة السن، فبعثوا الجمل فساروا، ووجدت عقدي بعد ما استمر الجيش، فجئت منازلهم وليس بها منهم داع ولا مجيب، فتيممت منزلي الذي كنت فيه، وظننت أنهم سيفقدوني فيرجعون إلي، فبينا أنا جالسة في منزلي غلبتني عيني فنمت، وكان صفوان بن المعطل السلمي ثم الذكواني من وراء الجيش، فأصبح عند منزلي، فرأى سواد إنسان نائم فعرفني حين رآني، وكان رآني قبل الحجاب، فاستيقظت باسترجاعه حين عرفني، فخمرت وجهي بجلبابي، واللّٰه ما تكلمنا بكلمة، ولا سمعت منه كلمة غير استرجاعه، وهوى حتى أناخ راحلته، فوطئ على يدها، فقمت إليها فركبتها، فانطلق يقود بي الراحلة حتى أتينا الجيش موغرين في نحر الظهيرة وهم نزول. 61

واطمأن النبي صلى اللّٰه عليه وسلم برجوعها سالمة صحيحة، لكن اغتنم المنافقون هذه الفرصة حتى اتهموا عائشة الصديقة رضي اللّٰه عنها ببهتان عظيم، وشاع ذلك الإفك في أنحاء المدينة حتى تكلم به بعض المسلمين أيضا، بما فيهم مسطح بن أثاثة، وكان من أقرباء أبي بكر رضي اللّٰه عنه، وحسان بن ثابت وحمنة بنت جحش رضي اللّٰه عنهم أجمعين. تقول عائشة رضي اللّٰه عنها: فهلك من هلك، ثم قدمت المدينة واشتكيت حين قدمت شهرا، والناس يفيضون في، ‌وأنا ‌لا ‌أشعر ‌بشيء ‌من ‌ذاك، ‌وهو ‌يريبني ‌في ‌وجعي لا أعرف من رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه وسلم الذي كنت أرى قبل، إنما يدخل علي فيسلم ثم يقول: (( كيف تيكم؟ )). ولا أشعر بشيء حتى خرجت بعد ما نقهت وخرجت مع أم مسطح قبل المناصع لا نخرج إلا ليلا، وذلك قبل أن تتخذ الكنف، وأمرنا أمر العرب الأول، فانطلقت أنا وأم مسطح وهي ابنة أبي رهم بن عبد مناف وابنها مسطح بن أثاثة، فعثرت أم مسطح في مرطها، فقالت: تعس مسطح. فقلت: بئس ما تقولين! تسبين رجلا شهد بدرا؟! قالت يا هنتاه، أولم تسمعي ما قال؟ قلت وما ذاك؟ قالت: فأخبرتني بقول أهل الإفك فازددت مرضا إلى مرضي، فلما رجعت إلى بيتي، فدخل على رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه وسلم فقال: (( كيف تيكم؟ )). فقلت: أتأذن لي أن آتي أبوي؟ وأنا حينئذ أريد أن ألتمس الخبر من قبلهما، قالت: فأذن لي، فجئت أبوي، فقلت لأمي: يا هنتاه، ما يتحدث الناس؟ قالت: يابنية، هوني عليك، فواللّٰه لقلما كانت امرأة قط وضيئة عند رجل يحبها لها ضرائر إلا أكثرن عليها. فقلت: سبحان اللّٰه، وقد تحدث الناس بهذا؟ قالت: فبكيت تلك الليلة حتى أصبحت لا يرقأ لي دمع ولا أكتحل بنوم وأصبحت أبكي. ودعا رسول اللّٰه عليا وأسامة، قلت يستشيرهما في شأن أهله، قالت: فأما أسامة فأشار على رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه وسلم بالذي يعلم من براءة أهله وبالذي يعلم في نفسه لهم، فقال: يا رسول اللّٰه، أهلك ولا نعلم إلا خيرا. وأما علي فقال: يا رسول اللّٰه، لم يضيق اللّٰه عليك والنساء سواها كثير، وإن تسأل الجارية تصدقك، قالت: فدعا رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه وسلم بريرة فقال لها: (( أي بريرة، هل رأيت من ريبة أو من شيء؟ )). أو كلمة نحوها، فقالت: والذي بعثك بالحق، ما رأيت عليها أمرا قط أغمصه عليها أكثر من أنها جارية حديثه السن، تنام عن عجينة أهلها، فتأتي الداجن فتأكله. قالت: فبكيت يومي ذاك لا يرقأ لي دمع ولا أكتحل بنوم، وأصبح أبواي عندي، وقد بكيت ليلتي لا أكتحل بنوم ولا يرقأ لي دمع، يظنان أن البكاء فالق كبدي، قالت: فهما جالسان عندي وأنا أبكي فاستأذنت علي امرأة من الأنصار، فأذنت لها، فجلست تبكي معي، فبينما نحن على ذلك، دخل رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه وسلم، فسلم وجلس، قالت: فلم يجلس عندي منذ قيل ما قيل قبلها، وقد لبث شهرا لا يوحى إليه، قالت: فتشهد رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه وسلم، ثم قال: (( أما بعد يا عائشة، فإنه قد بلغني عنك كذا وكذا، فإن كنت بريئة فسيبرئك اللّٰه، وإن كنت ألممت بذنب، فاستغفري اللّٰه وتوبي إليه، فإن العبد إذا اعترف بذنبه ثم تاب إلى اللّٰه تاب اللّٰه عليه )). قالت: فلما قضى رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه وسلم مقالته قلص دمعي حتى ما أحس منه قطره، فقلت لأبي: أجب رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه وسلم بما قال. قال: ما أدري واللّٰه ما أقول لرسول اللّٰه. فقلت لأمي:أجيبي رسول اللّٰه بما قال. فقالت: ما أدري ما أجيب رسول اللّٰه. وكنت جارية حديثه السن لا أقرأ كثيرا من القرآن. فقلت: واللّٰه لئن قلت إني بريئة واللّٰه يعلم أني بريئة لا تصدقوني بذلك، ولئن اعترفت بذنب واللّٰه يعلم أني بريئة لتصدقني وإني واللّٰه لا أجد لي ولكم مثلا إلا أبا يوسف قال: ...فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ 1862 قالت: ثم تحولت فاضطجعت على فراشي قالت: وأنا أعلم حينئذ أني منه بريئة واللّٰه تبارك وتعالى سيبرئني ببرائتي ولكن ما كنت واللّٰه أظن أن اللّٰه تبارك وتعالى ينزل في شأني وحيا يتلى، ولشأني في نفسي كان أحقر من أن يتكلم اللّٰه في بأمر يتلى، ولكن كنت أرجو أن يرى رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه وسلم في النوم رؤيا يبرئني اللّٰه بها. 63 قالت: فواللّٰه ما رام رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه وسلم مجلسه، ولا خرج من البيت أحد حتى أنزل اللّٰه على نبيه صلى اللّٰه عليه وسلم، فأخذه ما كان يأخذه من البرحاء عند الوحي من ثقل القول الذي أنزل عليه، فلما سري عن رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه وسلم كان أول كلمة تكلم بها أن قال: (( يا عائشة، أما واللّٰه فقد برأك اللّٰه)). فقالت لي أمي: قومي إليه، فقلت: واللّٰه لا أقوم إليه، ولا أحمد إلا اللّٰه الذي هو أنزل براءتي، فأنزل اللّٰه: إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ ... 1164 العشر الآيات قالت: فأنزل اللّٰه هذه الآيات في براءتي. 65

فأنعم اللّٰه عز وجل عليها منة إحسانا حيث برأها اللّٰه مما قالوا في شأنها، ثم رجعت إلى حجرتها التي كانت فيها، فعاشت مع النبي صلى اللّٰه عليه وسلم إلى آخر حياته. ولما مرض النبي صلى اللّٰه عليه وسلم بعد حجة الوداع فقضى آخر أيامه في حجرة عائشة رضي اللّٰه عنها، وكان رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه وسلم يسأل ‌في ‌مرضه ‌الذي ‌مات ‌فيه، يقول: (( أين أنا غدا، أين أنا غدا )). يريد يوم عائشة، فأذن له أزواجه يكون حيث شاء، فكان في بيت عائشة حتى مات عندها، قالت عائشة: فمات في اليوم الذي يدور علي فيه في بيتي، فقبضه اللّٰه وإن رأسه لبين نحري وسحري، وخالط ريقه ريقي. 66

خصائصها

إن اللّٰه عز وجل خصص عائشة رضي اللّٰه عنها بخصائص ممتازة، منفردة بها عن غيرها من أزواج النبي صلى اللّٰه عليه وسلم، روي عنها قالت: فضلت على نساء النبي صلى اللّٰه عليه وسلم بعشر. قيل: ما هن يا أم المؤمنين؟ قالت: لم ينكح بكرا قط غيري. ولم ينكح امرأة أبواها مهاجران غيري. وأنزل اللّٰه عز وجل براءتي من السماء. وجاءه جبريل بصورتي من السماء في حريرة وقال: تزوجها، فإنها امرأتك. فكنت أغتسل أنا وهو من إناء واحد. ولم يكن يصنع ذلك بأحد من نسائه غيري. وكان يصلي وأنا معترضة بين يديه ولم يكن يفعل ذلك بأحد من نسائه غيري. وكان ينزل عليه الوحي وهو معي ولم يكن ينزل عليه وهو مع أحد من نسائه غيري. وقبض اللّٰه نفسه وهو بين سحري ونحري. ومات في الليلة التي كان يدور علي فيها ودفن في بيتي. 67

عاشت بعد النبي صلى اللّٰه عليه وسلم ثمانية وأربعين عاما، حيث إن وفاتها سنة ثمان وخمسين من الهجرة. 68 وكانت أفقه الناس، وأعلم الناس، وأحسن الناس رأيا في العامة، تعرف من الطب والشعر شيئا كثيرا، ولا نعلم امرأة في هذه الأمة بلغت من العلم مبلغها. وروي عنها ألفا حديث ومائتا حديث وعشرة أحاديث مرفوعة. 69 وقد اشتغلت بالفتوى في خلافة أبي بكر، وعمر، وعثمان رضي اللّٰه عنهم، وهلم جرا إلى أن ماتت. 70 وكانت هي حبيبة حبيب اللّٰه عز وجل، روي عن عمرو بن العاص رضي اللّٰه عنه أن رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه وسلم بعثه على جيش ذات السلاسل فأتيته فقلت: يا رسول اللّٰه، أي الناس أحب إليك؟ قال: (( عائشة )). قلت: من الرجال؟ ‌قال: (( ‌أبوها )). 71

وقعة الجمل

كانت وقعة الجمل مأساة مروعة، تعتبر من أعظم المآسي في تاريخ المسلمين، وذلك يوم مشؤوم مفجع، لم ير المسلمون أسوأ منه في تاريخهم. وذلك لما استشهد خليفة المسلمين الثالث عثمان بن عفان رضي اللّٰه عنه فحاول البغاة الذي قتلوه الاختفاء في جيش أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي اللّٰه عنه، وهناك ناس من الصحابة يريدون ثأر عثمان رضي اللّٰه عنه، وعائشة رضي اللّٰه عنها آنذاك كانت في طريق المدينة راجعة من مكة بعد أن فرغت من مناسك فريضة الحج، ولما بلغها قتل عثمان، أعظمت ذلك، ودعت إلى الطلب بدمه، وساعدها على ذلك طلحة والزبير وعبد اللّٰه بن عمر، وجماعة من بني أمية، وجمعوا جمعا عظيما، واتفق رأيها على المضي إلى البصرة للاستيلاء عليها، ولما بلغ عليا رضي اللّٰه عنه مسير عائشة وطلحة والزبير رضي اللّٰه عنهم إلى البصرة، سار نحوهم في أربعة آلاف من أهل المدينة، فيهم أربعمائة ممن بايع تحت الشجرة، وثمانمائة من الأنصار، واجتمع إلى علي رضي اللّٰه عنه من أهل الكوفة جمع، واجتمع إلى عائشة وطلحة والزبير رضي اللّٰه عنهم جمع، وسار بعضهم إلى بعض. 72 وكان كلا الفريقين على يقين أن هذه المعركة لا تطول إلى المواجهة والمحاربة، وإنما تنحل بالصلح والإصلاح، فأرسل علي رضي اللّٰه عنه القعقاع بن عمرو إلى طلحة والزبير وعائشة رضي اللّٰه عنهم، فخرج القعقاع حتى قدم البصرة، وبذل كل جهوده في الإصلاح بين المسلمين، وقد أثمرت مساعيه حتى أيقن الجميع أن الصلح قريب، ولكن أدرك الثائرون على عثمان رضي اللّٰه عنه أن الصلح ليس في صالحهم، فتشاوروا واتفقوا على إنشاب الحرب في السر، فهاجموا على كلا الجيشين في الليل سرا، وثار الجيشان حتى قاتلوا بعضهم بعضا، فهكذا قامت الحرب على قدم وساق. 73 وعائشة رضي اللّٰه عنها كانت راكبة الجمل المسمى عسكر في هودج، وقد صار كالقنفذ من النشاب، وتمت الهزيمة على أصحاب عائشة وطلحة والزبير رضي اللّٰه عنهم، واستشهد طلحة والزبير، وكانت عائشة في هودجها إلى الليل، وجاء إليها علي رضي اللّٰه عنه وتكلما كلاما حسنا، ثم أمرها علي رضي اللّٰه عنه بالرجوع إلى المدينة، وأن تقر في بيتها، فسارت مستهل رجب من هذه السنة، وشيعها الناس، وجهزها علي بما احتاجت إليه، وسير معها أولاده مسيرة يوم، وتوجهت إلى مكة، فأقامت للحج تلك السنة، ثم رجعت إلى المدينة. 74

وفاتها

توفيت عائشة رضي اللّٰه عنها ليلة الثلاثاء لسبع عشرة مضت من شهر رمضان سنة ثمان وخمسين، ودفنت من ليلتها بعد الوتر، وهي يومئذ بنت ست وستين سنة. 75


  • 1  أبو بكر محمد بن إسحاق المدني، السيرة النبوية، مطبوعة: دار الكتب العلمية، بيروت، لبنان، 2009م، ص: 279
  • 2  أبو جعفر محمد بن جرير الطبري، تاريخ الرسل والملوك، ج-3، مطبوعة: دار المعارف، القاهرة، مصر، 1967م، ص: 426
  • 3  أبو بكر محمد بن إسحاق ابن خزيمة النيسابوري، كتاب التوحيد وإثبات صفات الرب، ج-2، مطبوعة: مكتبة الرشد، الرياض، السعودية، 1988م، ص: 559
  • 4  أبو القاسم سليمان بن أحمد الطبراني، المعجم الكبير، حديث: 34، ج-23، مطبوعة: دار الصميعي، الرياض، السعودية، 1994م، ص: 18
  • 5  أبو الفضل عبد الرحيم بن الحسين زين الدين العراقي، نظم الدرر السنية الزكية، مطبوعة: دار المنهاج، بيروت، لبنان، 1426هـ، ص: 100
  • 6  أبو عبد لله محمد بن سعد البصري، الطبقات الكبرى، ج-8، مطبوعة: دار الكتب العلمية، بيروت، لبنان، 1990م، ص: 46
  • 7  أحمد بن يحيى البلاذري، جمل من أنساب الأشراف، ج-1، مطبوعة: دار الفكر، لبنان، 1996م، ص: 409
  • 8  أبو الحسن علي بن محمد ابن الأثير الجزري، أسد الغابة في معرفة الصحابة، مطبوعة: دار ابن حزم، بيروت، لبنان، 2012م، ص: 1550
  • 9  أبو عبد اللّٰه أحمد بن محمد ابن حنبل الشيباني، مسند أحمد، حديث: 25769، ج-42، مطبوعة: مؤسسة الرسالة، بيروت، لبنان، 2001م، ص: 501-502
  • 10  أبو الحسن علي بن محمد ابن الأثير الجزري، أسد الغابة في معرفة الصحابة، مطبوعة: دار ابن حزم، بيروت، لبنان، 2012م، ص: 1550
  • 11  أبو بكر محمد بن إسحاق المدني، السيرة النبوية، مطبوعة: دار الكتب العلمية، بيروت، لبنان، 2009م، ص: 280
  • 12  أحمد بن يحيى البلاذري، جمل من أنساب الأشراف، ج-1، مطبوعة: دار الفكر، لبنان، 1996م، ص: 411
  • 13  أبو بكر محمد بن إسحاق المدني، السيرة النبوية، مطبوعة: دار الكتب العلمية، بيروت، لبنان، 2009م، ص: 280
  • 14  أبو عبد اللّٰه محمد بن إسماعيل البخاري، صحيح البخاري، حديث: 3894، مطبوعة: دار السلام، الرياض، السعودية، 1999م، ص: 655
  • 15  ایضاً، حدیث: 3896
  • 16  ایضاً، حدیث: 5133، ص: 918
  • 17  ایضاً، حدیث: 5134
  • 18  ایضاً، حدیث: 5158، ص: 922
  • 19  أبو الحسين مسلم بن الحجاج النيسابوري، صحيح مسلم، حديث: 3479، مطبوعة: دار السلام، الرياض، السعودية، 2000م، ص: 596- 597
  • 20  ایضاً، حدیث: 3480
  • 21  ایضاً، حدیث: 3481
  • 22  ایضاً، حدیث: 3482
  • 23  أبو داؤد سليمان بن الأشعث السجستاني، سنن أبي داود، حديث: 2121، مطبوعة: دار السلام، الرياض، السعودية، 2009م، ص: 429
  • 24  أبو حاتم محمد بن حبان البستي، الثقات، ج-5، مطبوعة: دائرة المعارف العثمانية، حيدر آباد الدكن، الهند، 1973م، ص: 502
  • 25  أبو الغيث خير الدين بن محمود الزركلي، الأعلام، ج-8، مطبوعة: دار العلم للملايين، بيروت، لبنان، 2002م، ص: 87
  • 26  أبو الحجاج يوسف بن عبد الرحمن جمال الدين المزي، تهذيب الكمال في أسماء الرجال، ج-30، مطبوعة: مؤسسة الرسالة، بيروت، لبنان، 1980م-1992م، ص: 238
  • 27  أبو عبد اللّٰه محمد بن أحمد شمس الدين الذهبي، سير أعلام النبلاء، ج-6، مطبوعة: دار الحديث، القاهرة، مصر، 2006م، ص: 210
  • 28  عبد الرحمن بن أبي بكر جلال الدين السيوطي، تدريب الراوي في شرح تقريب النواوي، ج-1، مطبوعة: مكتبة الكوثر، الرياض، السعودية، 1415هـ، ص: 89
  • 29  حبيب الرحمن كاندهلوي، تحقيق عمر عائشة، مطبوعة: الرحمن ببلشنغ ترست، كراتشي، باكستان، (سن النشر غير موجود) ، ص: 21
  • 30  أبو الفضل أحمد بن علي ابن حجر العسقلاني، تعريف أهل التقديس بمراتب الموصوفين بالتدليس، مطبوعة: مكتبة المنار، عمان، 1983م، ص: 26
  • 31  أبو الفضل أحمد بن علي ابن حجر العسقلاني، تقريب التهذيب، مطبوعة: دار الرشيد، دمشق، السورية، 1986م، ص: 573
  • 32  أبو بكر أحمد بن علي الخطيب البغدادي، تاريخ بغداد وذيوله، ج-1، مطبوعة: دار الكتب العلمية، بيروت، لبنان، 1417هـ، ص: 239
  • 33  أبو عبد اللّٰه محمد بن أحمد شمس الدين الذهبي، ميزان الاعتدال في نقد الرجال، ج-4، مطبوعة: دار المعرفة، بيروت، لبنان، 1963م، ص: 301
  • 34  أبو الفضل أحمد بن علي ابن حجر العسقلاني، تعريف أهل التقديس بمراتب الموصوفين بالتدليس، مطبوعة: مكتبة المنار، عمان، 1983م، ص: 13
  • 35  أبو الفضل أحمد بن علي ابن حجر العسقلاني، تعريف أهل التقديس بمراتب الموصوفين بالتدليس، مطبوعة: مكتبة المنار، عمان، 1983م، ص: 45
  • 36  أبو أحمد عبد اللّٰه بن عُديّ الجرجاني، الكامل في ضعفاء الرجال، ج-6، مطبوعة: دار الكتب العلمية، بيروت، لبنان، 1997م، ص: 538
  • 37  أبو الحسين مسلم بن الحجاج النيسابوري، صحيح مسلم، حديث: 3482، مطبوعة: دار السلام، الرياض، السعودية، 2000م، ص: 596- 597
  • 38  المرجئة: قوم يقولون: لا يضر مع الإيمان معصية، كما لا ينفع مع الكفر طاعة. (علي بن محمد الشريف الجرجاني، كتاب التعريفات، مطبوعة: دار الكتب العلمية، بيروت، لبنان، 1983م، ص: 208)
  • 39  أبو حاتم محمد بن حبان البستي، الثقات، ج-7، مطبوعة: دائرة المعارف العثمانية، حيدر آباد الدكن، الهند، 1973م، ص: 442
  • 40  عبد الرحمن بن أبي بكر جلال الدين السيوطي، طبقات الحفاظ، مطبوعة: دار الكتب العلمية، بيروت، لبنان، 1403هـ، ص: 263
  • 41  أبو عبد اللّٰه محمد بن أحمد شمس الدين الذهبي، سير أعلام النبلاء، ج-7، مطبوعة: دار الحديث، القاهرة، مصر، 2006م، ص: 518
  • 42  أبو الفضل أحمد بن علي ابن حجر العسقلاني، تهذيب التهذيب، ج-9، مطبوعة: مطبعة دائرة المعارف النظامية، الهند، 1326هـ، ص: 139
  • 43  أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي، المدخل إلى علم السنن، ج-1، مطبوعة: دار المنهاج، بيروت، لبنان، 2017م، ص: 372
  • 44  أبو بكر محمد بن إسحاق المدني، السيرة النبوية، مطبوعة: دار الكتب العلمية، بيروت، لبنان، 2009م، ص: 186
  • 45  أبو عبد لله محمد بن سعد البصري، الطبقات الكبرى، ج-8، مطبوعة: دار الكتب العلمية، بيروت، لبنان، 1990م، ص: 46
  • 46  ایضاً
  • 47  أبو الفداء إسماعيل بن عمر ابن كثير الدمشقي، البداية والنهاية، ج-8، مطبوعة: دار إحياء التراث العربي، بيروت، لبنان، 1988م، ص: 381
  • 48  أبو عمر يوسف بن عبد اللّٰه القرطبي، الاستيعاب في معرفة الأصحاب، ج-4، مطبوعة: دار الجيل، بيروت، لبنان، 1992م، ص: 1782- 1783
  • 49  أبو الحسن علي بن محمد ابن الأثير الجزري، أسد الغابة في معرفة الصحابة، مطبوعة: دار ابن حزم، بيروت، لبنان، 2012م، ص: 1472
  • 50  أبو عبد اللّٰه محمد بن إسماعيل البخاري، صحيح البخاري، حديث: 4876، مطبوعة: دار السلام، الرياض، السعودية، 1999م، ص: 863
  • 51  أبو الثناء محمود بن عبد اللّٰه الآلوسي، روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني، ج-14، مطبوعة: دار الكتب العلمية، بيروت، لبنان، 1415هـ، ص: 74
  • 52  أبو العباس أحمد بن محمد الفيومي، المصباح المنير في غريب الشرح الكبير، ج-1، مطبوعة: المكتبة العلمية، بيروت، لبنان، د. ت. ط، ص: 97
  • 53  أبو جعفر محمد بن جرير الطبري، تاريخ الرسل والملوك، ج-3، مطبوعة: دار المعارف، القاهرة، مصر، 1967م، ص: 426
  • 54  حبيب الرحمن كاندهلوي، تحقيق عمر عائشة، مطبوعة: الرحمن ببلشنغ ترست، كراتشي، باكستان، (سن النشر غير موجود)، ص: 60-62
  • 55  الشيخ صفي الرحمن المباركفوري، الرحيق المختوم، مطبوعة: دار ابن حزم، بيروت، لبنان، 2010م، ص: 183
  • 56  أبو عبد لله محمد بن سعد البصري، الطبقات الكبرى، ج-8، مطبوعة: دار الكتب العلمية، بيروت، لبنان، 1990م، ص: 49-50
  • 57  ایضاً، ص: 46
  • 58  أبو عبد اللّٰه محمد بن إسماعيل البخاري، صحيح البخاري، حديث: 3894، مطبوعة: دار السلام، الرياض، السعودية، 1999م، ص: 655
  • 59  أبو محمد عبد الملك بن هشام المعافري، السيرة النبوية، مطبوعة: دار الكتب العلمية، بيروت، لبنان، 2009م، ص: 891
  • 60  أبو محمد عبد الملك بن هشام المعافري، السيرة النبوية، مطبوعة: دار الكتب العلمية، بيروت، لبنان، 2009م، ص: 674-675
  • 61  أبو عبد اللّٰه محمد بن إسماعيل البخاري، صحيح البخاري، حديث: 4141، مطبوعة: دار السلام، الرياض، السعودية، 1999م، ص: 702
  • 62  القرآن، سورة يوسف 12: 18
  • 63  أبو بكر أحمد بن عمر البزار، البحر الزخار المعروف بمسند البزار، حديث: 153، ج-18، مطبوعة: مكتبة العلوم والحكم، المدينة المنورة، السعودية، 2009م، ص: 172-175
  • 64  القرآن، سورة النور 24: 11
  • 65  أبو حاتم محمد بن حبان البستي، الإحسان في تقريب صحيح ابن حبان، حديث: 4212، ج-10، مطبوعة: مؤسسة الرسالة، بيروت، لبنان، 1988م، ص: 20
  • 66  أبو عبد اللّٰه محمد بن إسماعيل البخاري، صحيح البخاري، حديث: 4450، مطبوعة: دار السلام، الرياض، السعودية، 1999م، ص: 756
  • 67  أبو عبد لله محمد بن سعد البصري، الطبقات الكبرى، ج-8، مطبوعة: دار الكتب العلمية، بيروت، لبنان، 1990م، ص: 50-51
  • 68  أبو عبد لله محمد بن سعد البصري، الطبقات الكبرى، ج-8، مطبوعة: دار الكتب العلمية، بيروت، لبنان، 1990م، ص: 62
  • 69  أبو العباس أحمد بن علي المقريزي، إمتاع الأسماع بما للنبي من الأحوال والأموال والحفدة والمتاع، ج-6، مطبوعة: دار الكتب العلمية، بيروت، لبنان، 1999م، ص: 43
  • 70  أحمد بن يحى البلاذري، جمل من أنساب الأشراف، ج-1، مطبوعة: دار الفكر، بيروت، لبنان، 1996م، ص: 418
  • 71  أبو القاسم سليمان بن أحمد الطبراني، المعجم الكبير، حديث: 114، ج-23، مطبوعة: مكتبة ابن تيمية، القاهرة، مصر، 1994م، ص: 44
  • 72  أبو الفداء إسماعيل بن علي عماد الدين الملك المؤيد، المختصر في أخبار البشر، ج-1، مطبوعة: المطبعة الحسينية المصرية، مصر، 1325ه، ص: 172- 173
  • 73  السيد سليمان الندوي، سيرة سيدة عائشة أم المؤمنين، مطبوعة: دار القلم، دمشق، سوريا، 2003م، ص: 184-185
  • 74  أبو الفداء إسماعيل بن علي عماد الدين الملك المؤيد، المختصر في أخبار البشر، ج-1، مطبوعة: المطبعة الحسينية المصرية، مصر، 1325ه، ص: 174
  • 75  أبو عبداللّٰه محمد بن سعد البصري، الطبقات الكبرى، ج-8، مطبوعة: دار الكتب العلمية، بيروت، لبنان، 1990م، ص: 62

Powered by Netsol Online